حجرها مهد قد مهدته ، وأن ثديها وعاء قد شربته ، فلا تغلظ لها (١).
ودخل عليه رجل فقال له الصادق عليهالسلام : تب الى الله ممّا صنعت البارحة ، وكان الرجل نازلا بالمدينة في دار وفيها وصيفة أعجبته ، فلمّا انصرف ليلا ممسيا واستفتح الباب وفتحت له مدّ يده الى ثديها وقبض عليه (٢).
وقدم رجل من أهل الكوفة على أهل خراسان يدعوهم الى ولاية الصادق عليهالسلام ، فاختلفوا في الأمر ، فبين مطيع مجيب ، وبين جاحد منكر ، وبين متورّع واقف ، فأرسلوا من كلّ فرقة رجلا الى الصادق عليهالسلام لاستيضاح الحال ، ولمّا كانوا في بعض الطريق خلا واحد منهم بجارية كانت مع بعض القوم ، وعند ما وصلوا الى الصادق عليهالسلام عرفوه بالذي أقدمهم ، فقال للمتكلّم وكان الذي وقع على الجارية : من أيّ الفرق الثلاث أنت؟ قال : من الفرقة التي ورعت ، قال عليهالسلام : فأين كان ورعك يوم كذا وكذا مع الجارية؟ فسكت الرجل (٣).
وهذه لعمر الحقّ اكبر دلالة على الامامة لو كان القوم طالبين للحقّ وللدلالة على الامامة.
وكان عبد الله النجاشي (٤) زيديّا منقطعا الى عبد الله بن الحسن فدخل يوما
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٥ / ٢٦٣ ..
(٢) بصائر الدرجات : ٥ / ٢٦٢ ..
(٣) المناقب ، وبصائر الدرجات : ٥ / ٢٦٥ : وهو لمحمّد بن الحسن الصفّار القمّي أبي جعفر الأعرج ، وكان وجها في القمّيين ثقة عظيم القدر ، قليل السقط في الرواية ، وله كتب كثيرة جليلة ، توفى عام ٢٩٠ وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الحسن العسكري عليهالسلام ، وكتابه بصائر الدرجات جليل كبير النفع ..
(٤) أبو بجير الأسدي وكان واليا على الأهواز وبعد أن رجع الى القول بإمامة الصادق صار يراسله ويسأله عن أشياء من وظيفته وللامام كتاب كبير أرسله إليه جواب سؤال منه ذكر فيه ما يجب عليه من.