ومن أراد زهده وجد فيهم منهاج طريقته ، ومن أراد البرّ بعترته كانوا صفوة ذرّيته ، ومن أراد النظر إليه كانوا جمال صورته ، هكذا كان أهل البيت إن قستهم إلى صاحب البيت ، وهذا بعض ما كانوا فيه مثالا لشخصيّته الكريمة صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن كانت له عند الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ترة فمنهم الأخذ بترته ، أو كان له مع الاسلام عداء فهم للاسلام أقوم عدّته ، أو كان له مع الدين غضاضته فإنهم للدين أوقى جنّته ، أو كان له مع المعروف حرب فهم للمعروف أبناء دعوته أو كان له مع المنكر ولاء فهم أعداء خطّته.
وإن ذكر الخير كانوا أدلاّءه ، أو سار الفضل كانوا لواءه ، أو نشر العدل كانوا أخلاّءه ، أو خاض الناس في المفاخر كانوا أبعدهم قعرا وأثمنهم درّا ، أو تسابق أهل الفخر إلى المكارم كانوا أسبقهم جولة ، وأبعدهم شوطا ، وإن تنافسوا في الشرف كان عندهم الوقوف والاحجام ، فما من فضيلة إلاّ وإليهم مآلها ، ومنهم انتقالها.
فاذا كان أهل البيت كما وصفنا فكيف لا يقف معهم بنو أميّة موقف العدوّ اللدود ، والخصم العنود ، ألم يكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قتل منهم في الله من قتل ، فمتى يأخذون منه تراتهم ، ولو أغضوا عن حماة الاسلام ، ودعاة الدين لعاد النبيّ بدعوته ، كأنه لم يمت ولم يمت ذكره ، ولسار الاسلام وأحكامه ونظامه كما أراده الجليل تعالى والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو وقفوا معهم موقف المحايد لعرف الناس فضل أهل البيت وبأن للعالم حقّهم ، ولما بقيت عندئذ لأميّة وسيلة لارتقاء منابر الاسلام ، وذريعة للاستيلاء على البلاد واسترقاق العباد.
ما برحت أميّة تظهر وتضمر العدل للرسول الأطهر صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا