تقيّة له ، وإنّ المذيع لأمرنا كالجاحد به ، وقال عليهالسلام لجماعة من أصحابه كانوا عنده يحدّثهم : لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إلاّ أهله فإنّ المذيع علينا سرّنا أشد مؤونة من عدوّنا ، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا (١).
ويقول عليهالسلام : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله (٢).
ويقول عليهالسلام لمدرك بن الهزهز (٣) : يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، أقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم رحم الله امرأ اجتر مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون (٤).
وكانوا دائبين على تلك الوصايا لأصحابهم حتّى أن جابرا الجعفي الثقة الثبت الراوية عن الباقر والصادق يقول : رويت خمسين ألف حديث ما سمعها أحد مني ، بل قيل كانت سبعين وقيل تسعين ألفا عن الباقر فحسب ولم يحدّث بها أحدا من الناس (٥).
ولذلك يقول الصادق عليهالسلام للمعلّى بن خنيس : لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاءوا أمنوا عليكم ، وإن شاءوا قتلوكم. وكان يقول عليهالسلام : ما قتل المعلّى إلاّ من جهة إفشائه لحديثنا الصعب (٦).
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢ / ٧٤ / ٤٢ ..
(٢) بحار الأنوار : ٢ / ٦٤ / ١ ..
(٣) أو ابن أبي الهزهاز النخعي الكوفي روى عن الصادق عليهالسلام وروى عنه الثقات ..
(٤) بحار الأنوار : ٢ / ٧٧ / ٦٢ ..
(٥) بحار الأنوار : ٢ / ٦٩ / ٢١ ـ ٢٢ ..
(٦) بحار الأنوار : ٢١ / ٧١ / ٣٤ ..