يا أمير المؤمنين قد خفناك وخافت بخوفنا النسوة اللاّتي أنت أعلم بهنّ ، ولا بدّ لنا من الايضاح به (١) فإن كففت وإلاّ أجرينا اسمك على الله عزّ وجل في كلّ يوم خمس مرّات (٢) وأنت حدّثتنا عن أبيك عن جدّك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده ، والأخ بظهر الغيب لأخيه ، والمخلص ...
قال الربيع : فما استتمّ الكلام حتّى أتت رسل المنصور تقفوا أثري وتعلم خبري فرجعت فأخبرته بما كان فبكى ، ثمّ قال : ارجع إليه وقل له : الأمر في لقائك إليك والجلوس عنّا ، وأمّا النسوة اللاّتي ذكرتهنّ فعليهنّ السّلام فقد آمن الله روعتهنّ وجلى همّهنّ ، قال : فرجعت إليه فأخبرته بما قال المنصور فقال : قل له : وصلت رحما ، وجزيت خيرا ، ثمّ اغرورقت عيناه حتّى قطر من الدموع في حجره قطرات.
ثمّ قال : يا ربيع إن هذه الدنيا وان أمتعت ببهجتها ، وغرّت بزبرجها (٣) فقلت : يا أبا عبد الله أسألك بكلّ حقّ بينك وبين الله جلّ وعلا إلاّ عرفتني ما ابتهلت به إلى ربّك تعالى ، وجعلته حاجزا بينك وبين حذرك وخوفك فلعلّ الله يجبر بدوائك كسيرا ، ويغني به فقيرا ، والله ما اعني غير نفسي ، قال الربيع : فرفع يده وأقبل على مسجده كارها أن يتلو الدعاء صفحا ، ولا يحضر ذلك بنيّة ، فقال : قل : اللهمّ إني أسألك يا مدرك الهاربين ، ويا ملجأ الخائفين ، الدعاء. (٤)
__________________
بغير وزره ..
(١) أحسبه يريد أنه لا بدّ من الافصاح بحقيقة الحال ..
(٢) يريد أنه يدعو عليه بعد كلّ صلاة ، ويكون من دعاء المظلوم الذي لا يحجب ..
(٣) سوف نذكرها في المختار من كلامه في باب مواعظه ..
(٤) ذكرنا هذه الأدعية التي في هذا الفصل كلّها فيما جمعناه من دعاء الصادق عليهالسلام فإنّا لمّا.