وقد دلَّ الحديث بمنطوقه ومفهومه علىٰ أنّ السجود لله تعالىٰ يكون علىٰ الأرض بصورة مطلقة وانه لا يختص السجود منها بموضع دون غيره ، كما دلّ الحديث أيضاً علىٰ أنّ الأصل في الأرض هو الطهارة إلاّ ما خرج عن ذلك الأصل بدليل كوجود عين نجسة علىٰ بقعة فيها.
ويؤيد هذا الحديث أحاديث اُخر تشير إلىٰ هذا المعنىٰ صراحة ، كأحاديث وضع الجبهة والأنف علىٰ الأرض في السجود (١) وانه لا صلاة لمن لا يفعل ذلك في سجوده (٢).
زيادة علىٰ السُنّة الفعلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المنقولة عن جملة من الصحابة
__________________
٨١٥ باب ٤٢ كتاب المساجد عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، دار الكتب العلمية ـ بيروت. وسنن الترمذي ٢ : ١٣١ / ٣١٧ باب ٢٣٦ من أبواب الصلاة ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، دار عمران ـ بيروت. والسنن الكبرىٰ / البيهقي ٢ : ٤٣٥ كتاب الصلاة. والمصنف / ابن أبي شيبة ٢ : ٢٩٣ / ١ ـ ٨ باب ٢٤٠ من قال الأرض كلّها مسجد.
(١) الكافي ٢ : ٣٣٣ / ٢ باب وضع الجبهة علىٰ الأرض. والاستبصار ١ : ٣٣٧ / ٤ باب السجود علىٰ الجبهة. وصحيح البخاري ١ : ٢٠٦ باب السجود علىٰ الأنف كتاب الصلاة. والسنن الكبرىٰ / البيهقي ٢ : ١٠٣ ـ ١٠٤ باب إمكان الجبهة من الأرض في السجود كتاب الصلاة. والمستدرك علىٰ الصحيحين / الحاكم النيسابوري ١ : ٤٠٤ / ٩٩٧ و ٩٩٨ كتاب الصلاة ، تحقيق مصطفىٰ عبدالقادر عطا ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١١ ه ط ١. والمصنف/ عبدالرزاق ٢ : ١٨١ ـ ١٨٢ / ٢٩٧٦ ـ ٢٩٨٩ باب السجود علىٰ الأنف.
(٢) أُنظر سنن الدارقطني ٢ : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ / ١٣٠٢ و ١٣٠٥ باب ٤٢ وجوب وضع الجبهة والأنف علىٰ الأرض كتاب الصلاة ، دار الفكر ـ بيروت ١٤١٤ ه. وراجع : المصنف / عبدالرزاق ٢ : ١٨١ ـ ١٨٢/ ٢٩٧٦ ـ ٢٩٨٩ باب السجود علىٰ الأنف.