الذي يكون علىٰ شيء وبدن الساجد علىٰ شيء آخر ؟
والجواب باختصار : نعم ، فقد وردت روايات متعددة عن أهل البيت عليهمالسلام تؤكد علىٰ عدم اشتراط اتحاد مواضع السجود علىٰ شيء واحد ، منها ما رواه حمران عن أحدهما ـ الباقر أو الصادق عليهماالسلام ـ قال : « لا بأس بالقيام علىٰ المصلىٰ من الشعر والصوف إذا كان يسجد علىٰ الأرض ، فإن كان من نبات الأرض فلا بأس بالقيام والسجود عليه » (١).
ووردت جملة من الفتاوىٰ المدعومة بالأثر من طريق العامّة صريحة بصحة هذا السجود كما لو وضع الساجد مثلاً جبهته علىٰ التراب وكان جسمه علىٰ الفراش أو الثوب أو الحصير ونحو هذا (٢) ، فالشرط إذن أن يكون موضع الجبهة علىٰ ما يصح السجود عليه ، ولا يضر فيما لو كان البدن خارجاً ولكن في مكان طاهر (٣).
ومن هنا يتضح التوافق علىٰ جواز التغاير في مواضع السجود ، ويختص مذهب أهل البيت عليهمالسلام باشتراط وضع الجبهة علىٰ الأرض ، أو ما أنبتت.
ولا خلاف أيضاً في صحة السجود علىٰ أية بقعةٍ من بقاع الأرض بعد إحراز طهارتها ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون السجود علىٰ جبل أو
__________________
(١) الاستبصار ١ : ٣٣٥ / ٢ باب ١١٩ السجود علىٰ شيء ليس عليه سائر البدن ، كتاب الصلاة.
(٢) اُنظر : المدونة الكبرىٰ ١ : ٧٥. ومصنف عبدالرزاق ١ : ٣٩٢ / ١٥٢٩ باب الصلاة علىٰ الصفا والتراب. وفتح الباري ١ : ٤١٣.
(٣) تحفة الاحوذي في شرح جامع الترمذي ١ : ٢٧٣.