القسم الثاني
وسائل الإثبات التعبّدي
وأهم ما يذكر في هذا المجال عادة خبر الواحد ، وهو كل خبر لا يفيد العلم ، ولا شكّ في أنّه ليس حجّة على الإطلاق وفي كل الحالات ، ولكن الكلام في حجيّة بعض أقسامه كخبر الثقة مثلا.
القسم الثاني : من وسائل إثبات صدور الدليل الشرعي هو الطريق التعبّدي ، والمقصود به ما لا يفيد العلم الحقيقي والوجداني ، ولكن الشارع اعتبره حجّة أو علما أو طريقا لإثبات الصدور ، فهو حجّة لذلك.
وهذا القسم يشتمل على بعض الطرق والحجج التي اعتبرها الشارع من الوسائل لإثبات الصدور ، ومن أهم هذه الطرق هو خبر الواحد.
وتعريفه : هو كل خبر لا يفيد العلم سواء كان واحدا في حقيقته أم أكثر من واحد.
ثمّ إنّه لا شكّ في أنّه ليس كل خبر حجّة مطلقا وفي كل الحالات ، وإنّما بعض أقسامه فقط.
فالمقصود إذا من البحث عن حجيّة خبر الواحد البحث عن حجيّته في الجملة لا مطلقا ، أي أنّه حجّة في بعض الموارد والأقسام ، في مقابل من أنكر حجيّته مطلقا كالسيّد المرتضى وغيره ، فخبر الثقة هو المقصود من البحث لا غيره.
وكذلك ليس كل خبر ثقة حجّة أيضا مطلقا وفي كل الحالات ، فإنّ بعض أخبار الثقات ليس حجّة بالمصطلح الأصوليّ ، وإنّما الخبر الذي يكشف عن الحكم الشرعي دون الأخبار عن الامور التكوينيّة أو الشخصيّة فإنّها خارجة عن محل الكلام.