وهذا اليوم قرأت لامامك ابن تيمية مجدداً كل مقولاته حول التوسل وعن حديث عثمان بن حنيف عن الضرير ، وعن حديث عثمان بن حنيف الآخر الذي صححه الطبراني .. فقد تعرض لذلك في كتبه وكتيباته التالية :
العبادات عند القبور ، وزيارة القبور ، والتوسل والوسيلة ، واقتضاء الصراط المستقيم ، ورسالة من سجنه.
وخلاصة رأيه أنه يفسر حديث الأعمى بأنه توسل بدعاء الرسول صلىاللهعليهوآله لا بذاته. ويحصره في حياته لا بعد مماته.
قال في التوسل والوسيلة ص ٢٦٥ :
وفي الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين والاستغاثة بهم والشكوى اليهم ، فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان ، ولا رخص فيه أحد من أئمة المسلمين وحديث الأعمى الذي رواه الترمذي هو من القسم الثاني من التوسل بدعائه.
وقال في ص ٢٦٨ :
وفيه قصة قد يحتج بها من توسل به بعد موته إن كانت صحيحة رواه من حديث اسماعيل بن شبيب بن سعيد الحبطي عن شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني عن أبي أمامة سهل بن حنيف أن رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت اليه ولا ينظر في حاجته ، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا اليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك الي ربي ... الخ.
قال البيهقي ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه بطوله ، وساقه من رواية يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب بن سعيد ، قال ورواه أيضاً هشام الدستوائي عن أبي جعفر ... الخ. انتهي.