المؤمن عندما يقوم بوظيفته الشرعية خاضعاً وعابداً لله سبحانه بكل كيانه المادي والمعنوي ومنطلقاً بذلك مع الكون كله في اتجاه واحد نحو هدف واحد وهو هدف العبودية والخضوع للإرادة الإلهية تكويناً وقسراً كما هو الحاصل من الجانب المادي من الإنسان مع الكائنات المسيرة بحركتها التكوينية .
وتشريعاً واختياراً وهو الحاصل من الجانب الإرادي الاختياري من كيان الإنسان .
وبقدر ما يحصل من التناغم والانسجام بين الحركة التكوينية القهرية الخاضعة للنظام التكويني المسير والمنظم لحركة الكون وما ومن فيه وبين الحركة الاختيارية الصادرة من الإنسان المكلف وفق النظام التشريعي المنظم لسيره في درب الحياة ـ تحصل له الراحة والاستقرار والسعادة الروحية والمادية .
وذلك لأن الكون بكل ما فيه خُلق وسُخر لخدمة الإنسان والنظام التشريعي وضع من أجل كماله وسعادته فإذا انسجم الثاني مع الأول في حياة الإنسان تحقق له ما أراد الله له من السعادة والكمال في مختلف المجالات ومن جميع الجهات .
ومن أجل تقديم المزيد من التوضيح لدور الواجبات التعبدية في سعادة الإنسان وتقدمه أكرر ما ذكرته أكثر من مرة في هذا الكتاب وشرحته مفصلاً في بعض موضوعات كتاب ( من وحي الإسلام ) الجزء الأول وحاصله .
أن العبادات المعهودة
إنما شرعت بكيفيتها الخاصة من أجل ترتب أثرين وتحقق غرضين الأول خاص بها ومترتب عليها بصفتها الخاصة مثل