والرياح العاتية أو أصبح كما قال الشاعر :
كريشةٍ في مهب الريح طائرة |
|
لا تستقر على حال من القلق |
وقد صور الله سبحانه هذه الحالة القلقة التي يعيشها المشرك بالله تعالى الذي قطع صلة التوحيد به وأصبح على وضع مؤلم ومظلم بالصورة الموضحة لها عبر عدة آيات أبرزها الآيتان التاليتان الأولى منهما قوله تعالى :
( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) (١) .
والثانية قوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (٢) .
وبما ذكرنا من أهمية دور الصلاة في بناء الشخصية الإسلامية للإنسان وتأثيرها الإيجابي البليغ ـ أوجبها الشارع المقدس على المكلف ولم يسقط وجوبها عنه بحال من الأحوال حتى ولو كان غريقاً مشرفاً على الوفاة فإن صلاته الواجبة عليه في هذه الحالة هي تذكره لوجوبها واستحضاره لصورتها وعظمة الخالق الموجب لها والمصر على طلب تحققها على صعيد العبودية ولو بالخطور الذهني والوجود المعنوي .
وبهذا الاعتبار عُبر عنها بأنها ( جنسية المسلم ) .
وهذا المعنى مأخوذ من كلام للإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة
__________________
(١) سورة الحج ، الآية : ٣١ .
(٢) سورة الزمر ، الآية : ٢٩ .