والأيام ـ فيترك كل المحرمات في شهر رمضان وغيره كما كان يترك المفطرات وأكثرها مباحات في داخله أي داخل شهر رمضان المبارك وهكذا شعائر الحج فهي تبتدىء وتبدو محدودة الأثر وهو فراغ الذمة من وجوبها وسقوط أمرها بفعلها عندما يأتي بواجباته ويترك محرماته ولكن الأثر المطلوب للمولى من تأدية فريضة الحج هو أن يبقى في إطار شريعته دائماً وأبداً وذلك بتحقيق ما ترمز إليه شعائر هذه الفريضة المقدسة فكما طُلب منه أن يبقى على حالة صيام دائم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك من خلال التزامه بمنهج التقوى .
هكذا يُطلب ممن مارس شعائر الحج ـ أن يبقى على حالة إحرام دائم بترك كل المحرمات الشرعية كما كان تاركاً لمحرمات الإحرام وقت تلبسه به وقبل إحلاله منه .
وبعد أن ينتهي من الطواف الخاص تبتدىء رحلة الطواف العام بالطواف المعنوي بقلبه حول مركز شريعة ربه فلا يتجاوز حدودها ابتداء ووسطا وانتهاء كما كان لا يتجاوز حدود محل الطواف الخاص المحدود .
وذلك لأن الشارع المقدس لم يطلب من المكلف الطواف الخاص بجسمه حركةً وبقلبه قصداً ونيةً إلا من أجل أن يظل على حالة طوافه القلبي العام في نطاق الشريعة الغراء فلا يتجاوز حدوده ولا يخالف أحكامه المعهودة .
وبذلك ندرك أن الطواف
المعنوي العام الذي يستفاد من الطواف الجسمي الخاص يتسع ويمتد مع حركة المكلف العبادية ليشمل كل مكان فلا يختص بمكان الكعبة المشرفة كما يشمل كل زمان ولا يختص بأشهر الحج المعهودة وكل حركة عبادية يقوم بها المكلف انقياداً لإرادة الله