لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (١) .
والذي زاده سروراً هو حصول ما يمهد لتحقق الهدف الكبير المقصود لله سبحانه بأمره له بالهجرة مع زوجته وطفله إلى ذلك المكان والمراد بذلك الهدف هو تجديد بناء الكعبة وتعميرها مع ولده اسماعيل مادياً مقدمة لعمرانها معنوياً بقيام ذريته الحالية ومن سيولد منها في المستقبل مع من يؤمن بدعوته من الناس بإحياء شعائر الله والقيام بفريضة الحج لبيته الحرام في المستقبل القريب والبعيد إلى يوم القيامة تلبية للنداء الكريم الذي أمر الله نبيه هذا بتوجيهه إلى الأجيال عبر التاريخ وذلك بقوله تعالى :
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) (٢) .
ومن مجموع ما تقدم ذكره حول هجرة النبي إبراهيم وزوجته هاجر من فلسطين إلى الحجاز وما تحقق منهما من التسليم لأمر الله تعالى والإقدام على تنفيذ إرادته تعالى رغم وجود الصعوبة والمعاناة النفسية والجسمية وما ترتب على ذلك وحصل بعده من اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة .
ندرك مدى النجاح الذي حققه هذان المؤمنان الموحدان المخلصان لله سبحانه ونعرف أن الفرج الذي منَّ الله به عليهما بعد صبرهما الجميل
__________________
(١) سورة إبراهيم ، الآية : ٣٧ .
(٢) سورة الحج ، الآيتان ٢٧ و ٢٨ .