وتسليمهما لأمر الله الجليل ـ كان جائزة كبرى معجلة ومكافأة معنوية ومادية على ذلك التسليم .
وشاءت الحكمة الإلهية أن تضيف جائزة أخرى لهاجر ومكافأة كبرى على صبرها واحتسابها وهي جعل السعي بين الصفا والمروة الذي قامت به وهي تبحث عن الماء ـ فريضة على كل من حج أو اعتمر من أجل أن يخلد ذكرها بذلك ويجعل منها قدوة مثلى وأسوة حسنة لكل من يسعى في سبيل الهدف الكبير والغاية السامية فيصبر كما صبرت ليظفر بما ظفرت به من نجاح السعي ونيل رضا الله تعالى .
وقبل متابعة الحديث حول شخصية النبي إبراهيم بذكر المواقف الأخرى التي تعرض فيها للامتحانات الأخرى الصعبة .
أحب أن أقف من قصة هجرته مع زوجته هذه وطفله ذاك وقفة تأمل وتدبر من أجل استيحاء العديد من الدروس التربوية التي تقوي إيماننا برحمة الله تعالى وحكمته وتدفعنا للاقتداء بهما بالصبر الجميل والتسليم لحكم الله تعالى وقضائه إذا تعرضنا لما تعرضا له من الامتحان الصعب فأقول :
١ ـ الدرس الأول : الذي نستلهمه من هذه القصة هو درس في التسليم والرضا بقضاء الله وقدره لأن ذلك هو مقتضى الإيمان الكامل الذي يوحي لصاحبه بأنه عبد مملوك لله سبحانه فيجب عليه أن يطيعه بكل ما يأمره به من فعل واجب أو ترك حرام وإنه حكيم رحيم لا يأمره إلا بما فيه المصلحة والفضيلة ولا ينهاه إلا عما فيه المفسدة والرذيلة لذلك تكون نتيجة امتثاله لأحكام ربه هي السعادة في الدنيا والآخرة وهذا وذاك يقوي عامل الانبعاث والتحرك في إطار العبودية والتعبد لله سبحانه مهما كلفه