( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) (١) .
وكذلك ما حصل للنبي يوسف وأبيه يعقوب عليهما السلام حيث تعرض الابن لامتحانات عديدة وصعبة ولأنه كان مع الله سبحانه حال ابتلائه بها بالصبر والاحتساب والثقة القوية بحكمته تعالى ورحمته فقد كان الله معه بالدعم والإعانة على التحمل والتجمل بالصبر الجميل .
كان معه حين إلقائه في البئر ليوفر له ما يضطر له من الغذاء والشراب الحافظ لحياته وبقي معه بعد خروجه منه على يد تلك القافلة التي سخرها الله له لتخرجه من ظلمة البئر إلى عزة القصر ونعيمه .
وبقيت العناية الإلهية معه لتنصره في معركة الجهاد الأكبر عندما رادوته التي هو في بيتها ودخلت معه هذه العناية إلى السجن لتشد على يديه فيرى أن السجن رغم صعوبته أحب إليه مما يدعونه إليه من مخالفة الله وانحرافه عن خط تقواه وكان ذلك سبب الإفراج عنه والإخراج له من ضيق السجن وذلته إلى سعة القصر وعزته كما كان السبب في ظهور براءته مما ألصق به ونسب إليه مما لا يليق بشأنه ويناسب مقامه كنبي معصوم ومؤمن تقي بلغ القمة في العفة والنزاهة .
وهكذا ارتفعت به العناية الإلهية إلى عرش الملك ليصبح حاكماً بالعدل بعد أن كان محكوماً بالظلم وهذا من أوضح مصاديق قوله تعالى :
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (٢) .
كما أنه تطبيق واضح وتجسيم حي لمضمون النصيحة التي قدمها الإمام الحسن عليهالسلام لجنادة يوم زاره في مرضه الذي توفي
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٤٤ .
(٢) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ و ٣ .