به وهي قوله له :
وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله تعالى إلى عز طاعته .
ويأتي قول زليخا التي راودت يوسف ـ عندما شاهدته على عزة السلطان وهيبة الإيمان : سبحان الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته والملوك عبيداً بمعصيته ، منسجماً مع روح النصيحة التي قدمها الإمام الحسن عليهالسلام لصاحبه المذكور .
وهكذا وصلت العناية الإلهية إلى النبي يعقوب والد النبي يوسف عليهما السلام لتشد على يده وتعينه على الصبر الجميل بدل الجزع والاعتراض على حكم الله وقضائه وأعادت له بصره بعد أن فقده وجمعت شمله بولديه يوسف وأخيه بعد الفراق الطويل .
وانطلقت هذه العناية الإلهية والرعاية السماوية في رحاب الزمن لترعى أولياء الله الذين باعوا أنفسهم وكل كيانهم وما يتصل بهم لله تعالى لينالوا بذلك رضاه ثمناً أعلى وأغلى مضافاً إلى النعيم الخالد والسعادة الأبدية في جواره تعالى .
وكان لنبينا الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم النصيب الأوفر والقسط الأكبر من هذه الرعاية المباركة لتشد على يديه وتثبته في ساحة الصراع المرير الذي خاضه في مواجهة قومه الذين عارضوا دعوته وقابلوه مع من آمن به بكل قسوة وعنف حتى تحدث عما أصابه من الأذى العنيف بقوله ، وهو الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى : ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت .
وقابل كل ذلك الأذى
مع الحصار السياسي والاقتصادي والأمني مدة ثلاث سنوات في شعب عمه أبي طالب رحمه الله مردداً قوله في مناجاته :