وقال سبحانه :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (١) .
وقد تحدثتُ حول فوائد الصبر المعجلة في الدنيا والحاصلة في الآخرة بصورة تفصيلية في الجزء الأول من ( وحي الإسلام ) صفحة ١٢٦ ، والذي يهون المصيبة على المؤمن ويجعله في حالة تصبر وجلد هو إيمانه بالعوض الأكبر والجزاء الأوفر يوم القيامة .
فإذا فقد صحته وصبر على المرض نال بذلك الصحة التامة والسلامة الدائمة في دار الخلود .
وإذا فقد أحد أولاده عوضه الله عنه بالولدان المخلدين مع جمع شمله بمن فقده من ولد أو أي عزيز آخر إذا قدر للفقيد أن يكون من أهل النعيم بسبب من الأسباب .
وإذا فارق زوجته عوضه الله عنها بالحور العين وجمع شمله بها ـ أي بزوجته إذا قدر لها أن تكون من أهل الجنة .
ولو فقد مالاً أو نعمة من نعم الله في هذه الحياة نال عوضها الثراء الحقيقي الدائم والنعيم الواقعي الخالد عندما يقابل مصيبة ابتلائه بفقد ما يحب أو من يحب ـ بالصبر والتسليم لقضاء الله الرحمن الرحيم وذلك هو السر في الصبر العظيم الذي تجمل به الأنبياء والأوصياء والسائرون على
__________________
(١) سورة البقرة ، الآيات : ١٥٥ و ١٥٦ و ١٥٧ .