نهجهم من الأولياء والصلحاء .
لأن إيمانهم الجازم بأن الله يجازيهم على صبرهم ورضاهم بتقديره لهم فقد ما يحبون أو حصول ما يكرهون ـ بتعويضه عليهم وتقديمه لهم ما هو المحبوب لهم من أنواع النعيم على وجه الدوام والخلود وكذلك يجازيهم على صبرهم ورضاهم بما قدره الله لهم من المكروه وذلك بتسليمهم من المكروه الأكبر والعذاب الأخطر يوم القيامة .
أجل : إن إيمانهم بذلك يُهون عليهم مصيبة فقد المحبوب وحصول المكروه فيقابلونها بالصبر الجميل والرضا بحكم الله الجليل .
ويستفاد ذلك من قول الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما قابله المشركون بكل أنواع الأذى والمكروه : « إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي » . وقول سبطه الحسين عليهالسلام حينما ذبح طفله الرضيع على يده يوم عاشوراء : ( هون ما نزل بي أنه بعينك يا رب ) .
وبذلك يعرف السر في
اتصاف المؤمنين الواعين المخلصين بجميع الصفات الكمالية المحبوبة لله تعالى والمقربة منه والمسببة لنيل رضاه ومجازاتهم على الاتصاف بها والعمل بمقتضاها ـ بالنعيم الخالد والسعادة الأبدية وتأتي صفتا الشجاعة والكرم في الطليعة بين الصفات المثالية التي يتجمل بها المؤمنون المخلصون وبذلك كانوا السباقين إلى ميادين التضحية والفداء في ساحة النضال والدفاع عن المبدأ الحق ولو اقتضى ذلك بذل النفس النفيسة وبالطريق الأولى أن يكونوا السباقين في ميدان البذل والجود بالمال في سبيل تحقيق الهدف المذكور والسبب في ذلك هو ما تقدم ذكره من أن المؤمن الواعي يؤمن بالخلف والثمن الثمين الذي يأخذه من الله سبحانه عوضاً عما يقدمه في سبيله من النفس العزيزة والأولاد الأحباء والأنصار الأوفياء فضلاً عما يقدمه مما هو أقل قيمة من ذلك وهو الأموال