ويأتي كرم الحسين النادر وتضحيته بنفسه النفيسة وأبنائه الأحباء واخوانه الأعزاء وأنصاره الاوفياء الأصفياء ـ في سبيل نصرة الحق مردداً بلسان الحال :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلا بقتلي يا سيوف خذيني |
أجل : قد جاءت تضحية سيد الشهداء بذلك كله لتكون المثل الأعلى والنموذج الأكمل للمؤمن المسلم الذي سلم أمره لخالقه وسلمه كل ما طلب منه تسليمه له من أمانة النفس والأولاد والاخوان والأنصار والأعوان ونال بذلك عز الدنيا وسعادة الآخرة ورضواناً من الله أكبر .
وهذا وذاك هو الذي دفع بالكثيرين من أبناء الجيل المعاصر للاقتداء به والسير على نهجه في كربلاء جديدة وعاشوراء مجيدة وصدق الشاعر عندما قال في حقه :
ما كان للأحرار إلا قُـدوة |
|
بطلٌ توسد في الطفوف قتيلا |
بعثته أسفار الحقـائق آيةً |
|
لا تقبل التفسير والتأويلا |
لا زال يقرؤها الزمان معظماً |
|
في شأنها ويزيدها ترتيلا |
يدوي صداها في المسامع زاجراً |
|
من علَّ ضيماً واستكان خمولا |
النقطة الثالثة : التي تضمنتها الآيات المذكورة في سورة الصافات هي أن الله سبحانه أراد بإجراء الامتحان للنبي ابراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ـ بالنحو الذي طلبه منهما في الطيف وشاءت إرادته الحكيمة أن يحصل لهما العلم بأن التكليف الذي وُجه إليهما في المنام تكليف واقعي حقيقي يُراد امتثاله كالصلاة والصوم والحج والزكاة ونحوهما من الواجبات الشرعية الإلهية .
أجل : أراد الله
سبحانه بهذا الامتحان الصعب أن يُظهر مقام هذين