وقرباناً لله تعالى وكان ذلك منه في ثلاثة مواضع وكان إبراهيم يرميه في كل موضع منها بسبع حصيات .
كما يفهم من كلام ثالث أن الحادثة حصلت مع الثلاثة النبي إبراهيم وولده اسماعيل وزوجه أم إسماعيل هاجر من أجل أن يصد الوالد عن تقديم ولده والولد عن تقديم نفسه والأم عن الرضا وموافقة إبراهيم على ذبح ولدهما لتقف حائلاً بين الوالد وما أقدم عليه من ذبح الولد .
ولا يبعد أن يكون الكلام الثالث أقرب لأن عملية الذبح مرتبطة بالثلاثة بالولد مباشرة وبالوالدين بطريق غير مباشر .
وقد شاء الله تعالى أن يجعل من كل واحد من هؤلاء الثلاثة قدوة مثلى لكل المؤمنين في التاريخ في كل عمل مطلوب لله سبحانه ويكون القيام به صعباً وشاقاً .
فالأب هو الشيخ الكبير يكون قدوة لكل الأباء والأم المرأة العطوف تكون قدوة لكل الأمهات في التسليم لأمر الله والرضا بقضائه .
وكذلك الابن الغلام يكون قدوة حسنة لكل فتى مقارب له في العمر وتقتضي المصلحة أن يقتحم ميدان الجهاد الأكبر والأصغر في سبيل تحقيق ما يريد الله تحقيقه من الأهداف السامية والغايات الرفيعة التي يتوقف على تحقيقها رضا الله تعالى ونفع الأمة وتطبيق أحكام الرسالة .
ولا يخفى أن المتأمل المتدبر في حكمة تشريع وجوب مناسك الحج بصورة عامة وبعضها المنطلق من مناسبة اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون هذا المنسك إشارة له من أجل إحياء ذكرى الشخص الذي حصلت المناسبة معه وارتبطت الحادثة به من جهة تاريخية .
أجل : إن المتأمل في
روح تشريع هذه المناسك والغاية المنشودة من