وقال عز وجل :
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (١) .
والدرس الذي يمكن أن نستفيده من هذه الحادثة الكبيرة الخطيرة ومن ذلك الامتحان الأشد والأصعب ـ هو درس في توطين النفس وحملها على الجلد والصبر على أصعب وأشق أنواع الابتلاء ليكون ذلك سبباً لتحصيل الأجر العظيم والثواب الجسيم ونيله الدرجة الرفيعة عند الله سبحانه وأوليائه الصالحين مضافاً إلى السلامة من العذاب الأكبر والعقوبة الأشد بالإحراق والاحتراق بنار الآخرة التي أعدها الله تعالى للكافرين والمنافقين والفاسقين المنحرفين عن خط الاستقامة مع إصرارهم على الانحراف وعدم العودة إلى الاستقامة من باب التوبة قال سبحانه :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) (٢) .
وعلى العكس من هؤلاء مصير أولئك المؤمنين المتقين قال سبحانه :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) (٣) .
وأما امتحان النبي ابراهيم بماله ونجاحه في هذا الامتحان على غرار نجاحه في الامتحانات الأخرى السابقة .
فيظهر من خلال الاطلاع على القصة التالية :
__________________
(١) سورة الطلاق : الآيتان : ٢ ، ٣ .
(٢) سورة البينة ، الآية : ٦ .
(٣) سورة البينة ، الآيتان : ٧ و ٨ .