من بلد إلى بلد ونال الإمام زين العابدين عليهالسلام النصيب الأوفر من الألم النفسي والعذاب الجسمي في هذا السبيل .
أجل : لقد نال الحسين الدرجة السامية بل الأسمى والأعلى من النجاح في امتحان التكليف الشاق والصعب حيث امتثله بصبر وتجلد وهو يقول بلسان المقال أو الحال :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلا بقتلي يا سيوف خذيني |
ويقول أيضاً بهذا اللسان الصادق والإيمان الواثق :
رضاكَ رضاكَ لا جناتُ عَدْنٍ |
|
وهل عدنٌ تطيب بلا رضاكا |
ولو قطعـتني في الحب إرْباً |
|
لما مال الفؤاد إلى سواكا |
وكذلك نال هذا الدرجة الأرقى من النجاح في امتحان البلاء حيث واجه تلك المحن والخطوب التي نزلت عليه وأحاطت به من كل جانب ومكان بقوة صبر ورحابة صدر مناجياً ربه بقوله :
هوَّن ما نزل بي أنه بعينك يا رب .
وتبعه كل من كان معه بنيل الدرجة العالية من النجاح في هذا الامتحان العسير حيث قدموا المثل الأعلى في التضحية والفداء والإخلاص والوفاء لقائدهم ورسالتهم مستبشرين بما سينالونه من النعيم الخالد والسعادة الأبدية في ظل جوار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته المعصومين والتابعين لهم بإحسان وحسن أولئك رفيقا .
وعلى العكس من هؤلاء أولئك الأعداء الذين سقطوا في أصعب امتحان ونالوا الذل والهوان وفي الآخرة أعظم الخسران .