المقدس الذي يتوقف عليه حفظ الدين من الزوال وتحرير الوطن من الاحتلال وإنقاذ الشعب من الإذلال والاستغلال حيث يبقى على وجوبه والإلزام به مهما كانت التضحية جسيمةً لأن الهدف أسمى والغاية أعلى وأغلى .
والناجح في هذا الامتحان ينال جائزته المعجلة بتحصيله مصلحة الواجبات بفعلها وسلامته من مفسدة المحرمات بتركها .
وإذا أراد أن يُضيف مصلحةَ المستحبات الضعيفة بفعلها مع الواجبات مع إضافته ترك المكروهات إلى ترك المحرمات ليسلم من مفسدتها الخفيفة فذلك نور على نور .
وبذلك يُعرف مصدرُ الرسوب والفشل في هذا الامتحان لأنه ( بضدها تتميز الأشياء ) وتكون نتيجة رسوبه هي حرمانه من المصلحة ووقوعه في المفسدة وهذه عقوبة معجلة .
وأما عقوبته المؤجلة فهي واضحة معلومة .
وقد نال الحسين عليهالسلام الدرجة العالية من النجاح في امتحان النعمة بما من الله عليه من نعمة منصب الإمامة والجاه العريض والمال الكثير والذرية الصالحة المعصومة وغير ذلك من النعم والآلاء الجسيمة وذلك لأنه سخر ذلك كله وصرفه في سبيل مرضاة الله سبحانه وصون شريعته الغراء من الزوال والفناء كما نجح في امتحان التكليف الصعب الذي توجه نحوه من أجل حفظ الدين وصونه من التحريف والتزييف .
وقد نهض بمسؤولية هذا
التكليف وضحى في سبيل امتثاله بنفسه النفيسة وأولاده الأحباء وإخوته الأعزاء وأصحابه الأوفياء كما عرض عياله ومن بقي من أطفاله لأقسى ألوان المشقة والعناء أيام سبيهم والانتقال بهم