على إطاعته وعبادته التي خلقه من أجلها وبنجاحه في هذا الامتحان ينال من الله جوائز معجلةً في هذه الحياة ومؤجلة إلى اليوم الموعود .
أما الأولى فتتمثل بزيادة النعمة ودوامها وطول العمر ودفع البلاء وقد أبرم إبراماً كما تقدم في حديث سابق .
والمصداق الواضح للمؤمن الناجح بهذا الامتحان هو النبي سليمان على نبينا وعليه أفضل التحية والسلام كما تقدم مفصلاً .
حيث اعترف بأن ملكه الواسع كان من فضل الله سبحانه وقد منَّ به عليه ليبلوه ويمتحنه أيشكر الله عليه بصرفه في سبيل إطاعته أم يكفر بصرفه في غير هذا السبيل ؟
وحيث صرفه في السبيل الأول وحقق بذلك واجبَ الشكر كان ناجحاً في امتحان النعمة ونال الجوائز العظمى والفوائد الكبرى في الدنيا والآخرة وذلك هو الفوز العظيم .
ويأتي قارونُ في المقابل ليكون المثال الواضح للإنسان الراسب في امتحان النعمة حيث أنكر كونها من الله سبحانه وأدعى أنها إنما حصلت له لعلمه وقدرته الذاتية البشرية وذلك هو الكفر القلبي وترتب عليه الكفر الظاهري العملي بامتناعه عن دفع الحق الشرعي الذي أمره الله به بواسطة النبي موسى عليهالسلام ونال بذلك جزاءه العادل وخسارته الكبرى عندما خسف الله به وبداره الأرض وخسر بذلك الدنيا والآخرة وهذا هو الخسران المبين .
وأما النجاح في
امتحان التكليف الواقعي فهو يكون بالالتزام به إيماناً وعملاً مهما كانت الصعوبات ما لم تصل إلى درجة الضرر أو الحرج لأن الشارع يرفع عنه الإلزام في أحد هذين الفرضين إلا مع فريضة الجهاد