التقليد وهي مذكورة في محلها من الرسائل العملية والكتب الفقهية وذلك لأن الأول مرتبط بالعقيدة والإيمان وهو لا ينور العقل ولا يغذي الروح ويهذب النفس لتنطلق في طريق الغاية الأساسية التي خلق الله الجن والإنس من أجلها ـ وهي عبادته وحده لا شريك له ـ إلا إذا نفذت إلى داخل العقل والقلب بالاقتناع الذي يحصل للإنسان من خلال تدبره الآيات الكونية المنتشرة في الآفاق والأنفس وكلها تنادي بلسان الفطرة السليمة بوجود الخالق المبدع الواحد العادل الحكيم الذي خلق الكون لخدمة الإنسان وخلق الإنسان لعبادته فاقتضى ذلك أن يبعث لبني الإنسان المكلفين ـ الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين ليرشدوهم إلى الغاية التي خلقوا من أجلها وهي عبادته وحده لا شريك له ويدلوهم على كيفية هذه العبادة ويمثلوا لهم القدوة الصالحة والأسوة الحسنة لتتم الحجة وتتحقق الغاية المقصودة من الخلق والبعثة .
كما اقتضى ذلك أن يتولى الله سبحانه تعيين الحجة الشرعية والقائد العام المعصوم والأفضل من أهل زمانه على الإطلاق وبكل الصفات الكمالية كما كان النبي نفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك لأن الله أعلم حيث يجعل رسالته فكما كان تعيين الرسول والحجة الأولى راجعاً إلى الله تعالى كذلك تعيين من ينوب عنه ويمثل دوره وقد عين الله ذلك وبلغ النبي ما أنزل إليه من ربه في هذه الشأن ـ ومن لوازم الإيمان بعدل الله سبحانه الإيمان الراسخ والاعتقاد الجازم بضرورة إعادة الله الخلق للحياة من جديد ليحكم بينهم بالعدل ويجازي المحسن عن إحسانه بالنعيم كما وعد والمسيء على إساءته بالعذاب الأليم كما أوعد وهو أوفى الواعدين وأصدق القائلين حيث قال سبحانه :