الشرعية النفسية كما أنه واجب لغيره لتوقف صحة الحج عليه نظراً لاشتراط صحة صلاة الطواف كغيرها من الصلوات ـ بإباحة ثوب الإحرام الذي يأتي الحاج بهذه الصلاة فيه كما أن ترتّب الأثر الشرعي على تقديم الهدي متوقف على شرائه بمال مطهر من حق الغير ومن المعلوم أن كلا الأمرين ـ صحة الصلاة المذكورة وصحة الإهداء ـ أي تقديم الهدي ـ متوقفان على تطهير المال الذي يُشترى به ذلك الثوب وهذا الهدي .
أجل : حيث أن إخراج الحق الشرعي واجب شرعي لنفسه ولصحة الحج يكون المطلوب منك أيها الأخ المسلم العزيز أن تؤدي هذا الواجب معجلاً ، وقبل سفرك إلى بيت الله الحرام إذا كنت مُعيناً لنفسك رأس سنة لتأدية فريضة الخمس في نهايتها وكان متعلقاً فعلاً بما تملكه من النقود أو الأعيان المالية وكان ذلك ميسوراً لك بحيث لا يترتب عليه ضرر أو حرج ـ ومع فرض ترتب ذلك ترجع إلى مُقلَّدك أو وكيله ليُجريَ معك مصالحة على المقدار الذي وجب في مالك من الخمس وينتقل بهذه المصالحة من عين المال إلى ذمتك وتدفعه له أقساطاً حسبما تساعدك ظروفك وبعد انتقال الحق الشرعي من عين المال إلى الذمة يتمكن المكلف حينئذ من التصرف بهذا المال بيعاً وشراء ويتحقق بذلك شرط صحة صلاة الطواف ولا يبقى إشكال بالنسبة إلى الهدي .
ويُطلب منك يا أخي العزيز أن تحتاط لهذا الحق الذي ثبت ديناً في ذمتك وذلك بأن تسجله في وصيتك كسائر الديون والواجبات وقد يصبح الإيصاء بتأديتها واجباً إذا توقفت عليه .
وإذا كنت غير محاسب
نفسك فيما مضى بالنسبة إلى فريضة الخمس ونحوها من الفرائض المالية ـ يصبح السعي في هذا السبيل واجباً ويتحقق ذلك غالباً بمراجعة وكيل المرجع الذي تقلده لتخبره بمجموع ما تملكه من