البعيدة كما هو الحاصل للكثيرين من الحجاج ـ ومن الازدحام المجهد وخصوصاً في حالي الطواف والرمي ، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة بعضهم بعارض صحي أو لضياع وغرق في بحر الجموع المحتشدة في أماكن تأدية المناسك المقدسة .
أجل : إن عامل الكيف المتميز بالصعوبة والخطورة في فريضة الحج يقوم مقام الكثرة والزيادة في الكم الموجودة في الصلاة والصيام بلحاظ ترتب الأثر التربوي والتعبدي عليها بالدرجة المقاربة لما يترتب عليهما من ذلك . وهذا ما يسبب صعوبة فراق المسافر في هذا الطريق وتوديعه أقاربه وأصدقاءه بدموع سائلة وعواطف ملتهبة بحرارة الحذر والخوف من المصير المؤلم المظلم الذي يترقبه كل واحد من المسافرين في طريق هذه الفريضة المباركة .
أجل : إن هذا العامل الكيفي يمثل دور العامل الكمي الذي تميزت به فريضة الصلاة عن غيرها من الفرائض ولذلك تترتب على تأدية فريضة الحج آثار ومعطيات إيجابية بالنسبة إلى أكثر الحجاج قلما تترتب على تأدية سائر الفرائض العبادية وأبرز تلك الآثار حصول الخوف الشديد من الوفاة بسبب ما يتعرض له المسافر في سبيل هذه الفريضة من الأخطار الكثيرة والكبيرة حتى كأنه مسافر إلى ساحة الحرب والجهاد وهذا يكون سبباً قوياً لتوبته إلى ربه وتراجعه عما كان عليه من أخطاء وانحراف عن جادة التقوى .
وينتج من هذا وذاك محاسبته
لنفسه وإيصاؤه بتأدية ما فاته من صلاة وصوم ونحوهما وما ثبت في ذمته من حقوق مالية للآخرين كما يتنبه لوجوب تعيين رأس سنة له مقدمة لتأدية ما يجب عليه من الخمس في المستقبل مع عزمه على تأدية ما وجب عليه سابقاً من هذا الحق بعد