ثواب صرفها في إطاعته تعالى كما ينال ثواب تقواه وعدم صرفها في سبيل معصيته مضافاً إلى ما يناله من الجزاء المعجل المتمثل بزيادة النعمة نتيجة شكره له تعالى بالشكر العملي وذلك هو صريح قوله تعالى :
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (١) .
ومن نتائج صرف نعمة الله سبحانه في سبيل إطاعته بالإنفاق الواجب أو المستحب ـ دفع البلاء عن المؤمن المنفق في هذا السبيل لما هو المشهور المأثور في الكثير من الروايات من أن الصدقة تدفع البلاء وقد أُبرم إبراما ) .
وقد تحدثت حول هذا الموضوع مفصلاً في عدة محاضرات منشورة في الجزء الأول من كتاب ( من وحي الإسلام ) .
منها : محاضرة حول ( دور الزكاة والإحسان في سعادة الإنسان ومنها محاضرة أخرى تحت عنوان ( التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة ) وبعد أن يحمل المؤمن الواعي عقيدته الراسخة بعدل الله سبحانه وأنه لا يظلم أحداً ولا يكلفه فوق طاقته وأنه حكيم لا يخلق شيئاً بلا حكمه ولا يشرع حكماً بلا غاية وفائدة ترجع إلى المكلف بحصول مصلحة أو دفع مفسدة أجل : بعد أن يحمل المؤمن الواعي عقيدته الثابتة ـ نوراً مشرقاً في عقله وإيماناً ثابتاً في قلبه يقوى التزامه النفسي بأحكام الشريعة وينظر إليها بعين الاعتبار والتقديس لصدورها من لدن حكيم عليم لم يشرعها إلا رحمة للعالمين .
وعدم ظهور الحكمة له في بعض التشريعات لا يقلل من أهميتها في نظره ولا يضعف التزامه بها إيماناً وعملاً .
__________________
(١) سورة ابراهيم ، الآية : ٧ .