نفذ ولا تعترض لأن اعتراض العبد المخلوق على خالقه يتضمن اتهامه بفقد الحكمة والغرض العقلائي فيما أمره بفعله أو نهاه عنه وهذا يتنافى مع ما يجب أن يكون الإنسان المؤمن متصفاً به من الإيمان بالحكمة البالغة والكمال المطلق لله تعالى .
لذلك نفى الله سبحانه صفة الإيمان عمن لا يحكمون الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما شجر بينهم وحصل له من الخلاف والاختلاف ليحسمه بالحكم السماوي الكامل والقضاء العادل الذي يجب عليهم التسليم له والرضا به بحيث لا يكون هناك أي حرج وانفعال عاطفي من حكم الله وقضائه .
وقد تمثل نفي صفة الإيمان عمن لا يقفون الموقف الإيجابي المسلِّم لله تعالى وللرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حسم نزاعهم وحل مشكلاتهم بصريح قوله تعالى :
( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (١) .
وإلى هذا المعنى أشار الشاعر الحكيم السيد أحمد الصافي النجفي رحمه الله بقوله :
يعترض العقل على خالقِ |
|
من بعض مخلوقاته العقل ؟ |
وقد أكد الله سبحانه مضمون الآية المذكورة بقوله تعالى :
( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) (٢) .
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٦٥ .
(٢) سورة الأنبياء ، الآية : ٢٣ .