والحكمة التي يمكن أن تكون المصدر لتشريع وجوب الإحرام من الميقات المحدد للحاج او المعتمر على ضوء بعض الروايات والتوجيهات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام .
هي التعبد لله سبحانه ولفت نظر الزائر لبيت الله الحرام أنه عندما يصل إلى الميقات يُطلبُ منه أن يُحضر في ذهنه صورة الإقدام على دخول حرم الله وأمنه الذي جعل الله له أحكامه الخاصة وقدسيته المميزة ليستشعر بذلك عظمة الله تعالى وجلالته ويصحب معه هذه الحالة عند قيامه بأي منسك من مناسك الحج باعتبار أن الإحرام هو بداية أعمال هذه الفريضة المباركة نظير تكبيرة الإحرام في الصلاة .
وحتى يتعمق هذا الشعور في نفس الوافد إلى بيت الله سبحانه ـ طُلب منه أن يغير وضعه الخارجي من الحالة التي هي من شؤون الدنيا وأهلها مثل ارتداء الملابس المخيطة وتغطية الرأس بالنسبة إلى الرجل مع ارتداء ثوبين غير مخيطين للإحرام بالنسبة له أيضاً .
وذلك من أجل أن يتذكر يوم وفاته حيث يُجرد من ملابسه الحياتية العادية ويُلف بقطع الكفن الثلاث المعهودة غير المخيطة وذلك يزيده خضوعاً لله سبحانه وخشوعاً بين يديه وزهداً في زخارف هذه الحياة الزائلة وزينتها الفانية ليبدل ذلك بالرغبة فيما ينفعه ويرفعه في كلتا الدارين .
ويأتي النطق بصيغة التلبية ليكون تعبيراً عن الاستعداد النفسي لتلبية كل نداء يوجه إليه ويتضمن طلب فعل أو ترك عمل وتتمثل هذه التلبية والإجابة العملية بامتثاله التكاليف الشرعية الموجهة إليه حال إحرامه وانطلاقه في طريق تأدية فريضة الحج وهي قسمان :
الأول : التكاليف
الإلزامية المتمثلة بمحرمات الإحرام وواجبات