الحج الثاني التكاليف الترخيصية المتمثلة بمستحبات الحج والعمرة ومكروهاتهما ويُطلب من المكلف عندما يقوم بهذين العملين المباركين ( وهما الحج والعمرة ) أن يلتفت إلى أن كل واحد منهما يعتبر دورة تدريبية رياضية يراد بها تقوية روح العبودية في نفس المسلم ليبقى على حالة تلبية دائمة وإجابة مستمرة لكل نداء شرعي وتكليف إلهي في كل الأوقات بتركه المحرمات العامة كما ترك محرمات الإحرام حال تلبسه به مع فعله كل واجب مطلوب منه كما فَعَلَ واجبات الحج .
وبذلك يُعرف أن فريضة الحج تحمل في طيها فريضة الصوم والصلاة والخمس والزكاة والجهاد في سبيل الله تعالى .
وذلك لأن تروك الإحرام نوع من الصوم والإمساك طُلِبَ من المكلفين في وقت معين وهو وقت تلبسه بالإحرام كما يُطلبُ منه الإمساك عن المفطرات المحدودة ضمن الأيام المعدودة من أجل أن يتوصل الحاج والصائم ويتحول من الإمساك الخاص عن المحرمات والمفطرات الخاصة إلى الإمساك العام عن كل حرام في كل الشهور والأيام ويعبر عن ذلك بالتقوى التي جعلت الغاية الباعثة لتشريع فريضتي الحج والصيام كما تقدم بيانه مفصلاً .
وكذلك يوجد في الحج صلاة الطواف مضافاً إلى أنه في نفسه صلاة وعبادة لله تعالى بالمعنى العام للعبادة والخضوع لإرادة الله سبحانه وهو ـ أي الحج ـ يقتضي بطبعه بذل المال ثمناً للهدي مع سائر المصارف التي تقتضيها طبيعة الحج قبل السفر إلى مكان مناسكه وأثناءه وبعده كما هو معلوم .
وبذلك كان شبيهاً بفريضتي
الخمس والزكاة كما أنه شبيه بالجهاد بسبب ما يقتضيه بذاته من المشقة والعناء مع تعرض الحاج للكثير من