باب البداء
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن أبي إسحاق ثعلبة ، عن زرارة بن أعين ، عن أحدهما عليهماالسلام قال ما عبد الله بشيء مثل البداء.
______________________________________________________
باب البداء
الحديث الأول : صحيح.
قوله : ما عبد الله بشيء مثل البداء ، أي الإيمان بالبداء من أعظم العبادات أو أنه ادعى إلى العبادة من كل شيء ، واعلم أن البداء مما ظن أن الإمامية قد تفردت به وقد شنع عليهم بذلك كثير من المخالفين ، والأخبار في ثبوتها كثيرة مستفيضة من الجانبين ولنشر إلى بعض ما قيل في تحقيق ذلك ثم إلى ما ظهر لي من الأخبار مما هو الحق في المقام :
اعلم أنه لما كان البداء ممدودا في اللغة بمعنى ظهور رأي لم يكن ، يقال : بدا الأمر بدوا : ظهر ، وبدا له في هذا الأمر بداء أي نشأ له فيه رأي كما ذكره الجوهري وغيره ، فلذلك يشكل القول بذلك في جناب الحق تعالى لاستلزامه حدوث علمه تعالى بشيء بعد جهله ، وهذا محال ، ولذا شنع كثير من المخالفين على الإمامية في ذلك نظرا إلى ظاهر اللفظ من غير تحقيق لمرامهم ، حتى أن الناصبي المتعصب الفخر الرازي ذكر في خاتمة كتاب المحصل حاكيا عن سليمان بن جرير إن أئمة الرافضة وصفوا القول بالبداء لشيعتهم ، فإذا قالوا إنه سيكون لهم أمر وشوكة ثم لا يكون الأمر على ما أخبروه قالوا : بد الله تعالى فيه.
وأعجب منه أنه أجاب المحقق الطوسي (ره) في نقد المحصل عن ذلك لعدم