______________________________________________________
ومنها : أن يعلم العباد بأخبار الرسل والحج عليهمالسلام أن لأعمالهم الحسنة مثل هذه التأثيرات في صلاح أمورهم ، ولأعمالهم السيئة تأثيرا في فسادها فيكون داعيا لهم إلى الخيرات ، صارفا لهم عن السيئات ، فظهر أن لهذا اللوح تقدما على اللوح المحفوظ من جهة ، لصيرورته سببا لحصول بعض الأعمال ، فبذلك انتقش في اللوح المحفوظ حصوله ، فلا يتوهم أنه بعد ما كتب في هذا اللوح حصوله لا فائدة في المحو والإثبات.
ومنها : أنه إذا أخبر الأنبياء والأوصياء أحيانا من كتاب المحو والإثبات ثم أخبروا بخلافه يلزمهم الإذعان به ، ويكون في ذلك تشديد للتكليف عليهم ، وتسبيبا لمزيد الأجر لهم ، كما في سائر ما يبتلي الله عباده به من التكاليف الشاقة ، وإيراد الأمور التي تعجز أكثر العقول عن الإحاطة بها ، وبها يمتاز المسلمون الذين فازوا بدرجات اليقين عن الضعفاء الذين ليس لهم قدم راسخ في الدين.
ومنها : أن تكون هذه الأخبار تسلية لقوم من المؤمنين المنتظرين لفرج أولياء الله وغلبة الحق وأهله ، كما روي في قصة نوح عليهالسلام حين أخبروا بهلاك القوم ثم أخر ذلك مرارا.
وكما روي في فرج أهل البيت عليهمالسلام وغلبتهم عليهمالسلام ، لأنهم عليهمالسلام لو كانوا أخبروا الشيعة في أول ابتلائهم باستيلاء المخالفين وشدة محنتهم أنه ليس فرجهم إلا بعد ألف سنة أو ألفي سنة ليئسوا ورجعوا عن الدين ، ولكنهم أخبروا شيعتهم بتعجيل الفرج ، وربما أخبروهم بأنه يمكن أن يحصل الفرج في بعض الأزمنة القريبة ليثبتوا على الدين ويثابوا بانتظار الفرج كما سيأتي في باب كراهية التوقيت من كتاب الحجة عن علي بن يقطين ، قال : قال لي أبو الحسن عليهالسلام : الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة ، قال : وقال يقطين لابنه علي بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟ قال : فقال له علي : إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد غير