٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن المختار بن محمد الهمداني ومحمد بن الحسن ، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال إن لله إرادتين ومشيئتين إرادة حتم وإرادة عزم ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء أوما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى وأمر إبراهيم أن يذبح
______________________________________________________
أقول : هذا ما حققه بعضهم وله وجهان :
« الأول » : أن يكون المراد أنه تعالى يوجد الفعل بعد إرادة العبد لقولهم : لا مؤثر في الوجود إلا الله ، فإرادة العبد شرط لتأثيره تعالى ، وهذا مخالف لقول الإمامية بل عندهم أن أعمال العباد مخلوقة لهم.
« والثاني » : أن يكون العباد موجدين لأعمالهم بشرط عدم حيلولته سبحانه بينهم وبين الفعل ، ولتوفيقه وخذلانه سبحانه أيضا مدخل في صدور الفعل ، لكن لا ينتهي إلى حد الإلجاء والاضطرار ، ونسبة المشية إليه سبحانه لتمكينهم وأقدارهم وعدم منعهم عنه لمصلحة التكليف فيرجع إلى بعض الوجوه السابقة ، وهو موافق لمذهب الإمامية ، والله تعالى يعلم حقائق الأمور.
الحديث الرابع : مجهول ، وقال الصدوق نور الله ضريحه في كتاب التوحيد بعد إيراد هذا الخبر : إن الله تعالى نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة ، وقد علم أنهما يأكلان منها لكنه عز وجل شاء أن لا يحول بينهما وبين الأكل منها بالجبر والقدرة ، كما منعهما من الأكل منها بالنهي والزجر ، فهذا معنى مشيته فيهما ولو شاء عز وجل منعهما من الأكل بالجبر ، ثم أكلا منها لكان مشيتهما قد غلبت مشية الله كما قال العالم : تعالى الله عن العجز علوا كبيرا « انتهى ».
والكلام في هذا الخبر كالكلام في سابقه والمراد بإرادة الحتم الإرادة المستجمعة لشرائط التأثير المنجزة إلى الإيجاب والإيجاد ، وكذا المشية ، والمراد بإرادة العزم الإرادة المنتهية إلى طلب المراد والأمر والنهي ، وينفك أحدهما عن الآخر كما