______________________________________________________
الخبر إلى قوله « ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ » فقال الشيخ : وما القضاء والقدر اللذان ما سرنا إلا بهما؟ قال : هو الأمر من الله والحكم ثم تلا قوله تعالى « وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ » (١) وعن الحسن بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله إلى العرب وهم قدرية يحملون ذنوبهم على الله ، ويصدقه قوله تعالى : « وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها » (٢).
قلنا : ما ذكر لا يدل إلا على أن القول بأن فعل العبد إذا كان بقضاء الله تعالى وقدره وخلقه وإرادته ، يجوز للعبد الإقدام عليه ، ويبطل اختياره فيه واستحقاقه للثواب والعقاب والمدح والذم عليه قول المجوس ، فلينظر أن هذا قول المعتزلة أم المجبرة ، ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور ، ومن وقاحتهم أنهم يروجون باطلهم بنسبته إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام وأولاده رضي الله عنهم ، وقد صح عنه أنه خطب الناس على منبر الكوفة فقال : ليس منا من لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، وأنه قال لمن قال : إني أملك الخير والشر والطاعة والمعصية؟ تملكها مع الله أو تملكها بدون الله؟ فإن قلت : أملكها مع الله فقد ادعيت أنك شريك الله ، وإن قلت أملكها بدون الله فقد ادعيت أنك أنت الله؟ فتاب الرجل على يده.
وأن جعفر الصادق عليهالسلام قال لقدري : أقرء الفاتحة ، فقرأ فلما بلغ قوله : « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » قال له جعفر : على ما ذا تستعين بالله وعندك أن الفعل منك ، وجميع ما يتعلق بالأقدار والتمكين والألطاف قد حصلت وتمت؟ فانقطع القدري والحمد لله رب العالمين « انتهى ».
وقال العلامة قدسسره في شرح التجريد بعد إيراد خبر الأصبغ : قال أبو الحسن البصري ومحمود الخوارزمي : فوجه تشبيهه عليهالسلام المجبرة بالمجوس من وجوه :
أحدها : أن المجوس اختصوا بمقالات سخيفة واعتقادات واهية ، معلومة البطلان
__________________
(١) سورة الإسراء : ٢٣.
(٢) سورة الأعراف : ٢٨.