______________________________________________________
وتطول بالثواب. وفي الصحيح أيضا عن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ » (١) قال : كان ذلك معاينة فأنساهم المعاينة وأثبت الإقرار في صدورهم ، ولو لا ذلك ما عرف أحد خالقه ولا رازقه ، وهو قول الله : « وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ » (٢).
الثالث : أن يعم بحيث يشمل جميع أصول الدين ، ويكون المراد أن الهداية إنما هو من الله سبحانه كما قال : « إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ » (٣) لأن الله تعالى أعطى العقل وأقام الحجج على وجوده وعلمه وقدرته وحكمته في الآفاق والأنفس ، ثم بعث الأنبياء عليهمالسلام ليبينوا للناس ما لا يفي به عقولهم ، وأيدهم بالمعجزات الباهرات ، ثم نصب لهم الأوصياء فترجع أسباب الهداية كلها إليه سبحانه ، وليس للعباد فيها مدخلية تامة ، ويكون المراد بالجهل الجهل ببعض الأمور كمن لم تقم عليه حجة من المستضعفين في الإمامة وغيرها ، فيعذرهم أو بالجميع كالمجانين.
الرابع : أن يكون المراد سوى ما يتوقف عليه العلم بحقية الرسل عليهمالسلام ، فالمراد أن ما سوى ذلك توقيفية يعرفها الله بتوسطهم عليهمالسلام ولم يكلفهم تحصيلها بالنظر كما قررنا سابقا.
الخامس : أن يكون المراد بالمعرفة كمالها ، وبالجهل مقابله فإنهما بتوفيق الله سبحانه وخذلانه بأسباب راجعة إلى العبد كما دلت عليه الأخبار وشهدت به التجربة والاعتبار.
السادس : أن تحمل على العلم بالأحكام الشرعية ردا على المخالفين القائلين بجواز استنباطها بقياس العقول واستحساناتها ، كما روى البرقي في المحاسن بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ليس على الناس أن يعلموا حتى يكون الله هو المعلم لهم ، فإذا علمهم فعليهم أن يعلموا ، وقد مضت الأخبار الدالة على النهي عن
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٧٢.
(٢) سورة الزخرف : ٨٧.
(٣) سورة القصص : ٥٦.