والأنبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم
______________________________________________________
أو الحجة في كل عصر ، وأما تعيين الأشخاص المعينة فإنما يثبت بما أتوا به من الدلائل والبراهين ، أي الآيات والمعجزات وخوارق العادات ، وغلبتهم في العلوم على أهل عصرهم ، وقوله عليهالسلام : « لكيلا يخلو » تعليل لقوله : ثم ثبت ، ووجه التعليل أنه ما دامت الأرض باقية والناس موجودين فيها لا بد لهم من حجة لله عليهم يقوم بأمرهم ، ويهديهم إلى سبيل الرشاد مؤيدا بما يدل على صدقه وعدالته ووجوب متابعته.
الثاني : أن يكون ذلك إشارة إلى وجود الآمرين والناهين الموصوفين بالأوصاف المذكورة ، والمراد أن الدليل السابق إنما دل على وجوب إقامة الحجة في الأرض في الجملة ، وأما عدم خلو دهر طويل أو زمان قصير من حجة فإنما ثبت بقول الأنبياء والرسل ، فإن كلامهم وأخبارهم عن الله دليل وبرهان حيث أخبروا أن أرض الله لا تخلو من حجة فمن في قوله « مما » للسببية ، والظرف متعلق بقوله : ثم ثبت ، أو بكل من « فثبت » و « ثم ثبت » على التنازع.
الثالث : أن يكون المقصود بالدليل أولا إثبات الأنبياء عليهمالسلام ، وبقوله : ثم ثبت إثبات الأوصياء ، وهذا يحتمل وجهين : « أحدهما » أنه قد ثبت الأوصياء في كل دهر بما أتت به الأنبياء من قبل الله من النص عليهم ، فيكون ثبوت الأنبياء عليهمالسلام بالعقل والأوصياء بالنقل « وثانيهما » أن يكون المراد أن الأوصياء بعد الأنبياء أيضا ثبت إمامتهم بما أتت به الأنبياء من المعجزات ، وفي بعض النسخ : مما أثبت ، ولا يخفى توجيهه على الوجوه إن قرأ معلوما أو مجهولا.
ويزيد على الأخير أنه يمكن تعميمه بحيث يشمل الدليل العقلي المتقدم الدال على وجوب الأنبياء عليهالسلام.
قوله عليهالسلام : تكون معه علم ، بفتحتين أي علامة ودليل ، وربما يقرأ بكسر الأول وسكون الثاني.