بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان عليه يثابون فقال الشامي صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنك وصي الأوصياء.
ثم التفت أبو عبد الله عليهالسلام إلى حمران فقال تجري الكلام على الأثر فتصيب والتفت إلى هشام بن سالم فقال تريد الأثر ولا تعرفه ثم التفت إلى الأحول
______________________________________________________
قوله : إن الإسلام قبل الإيمان ، سيأتي معانيهما في كتاب الإيمان والكفر ، ويدل على أن الإسلام هو الاعتقاد بالتوحيد والرسالة والمعاد وما يلزمها سوى الإمامة ، والإيمان هو الاعتقاد القلبي بجميع العقائد الحقة التي عمدتها الإقرار بجميع أئمة الحق عليهمالسلام ، ويدل على أن الأحكام الدنيوية تترتب على الإسلام ، وأما الثواب الأخروي فلا يكون له إلا بالإيمان ، فالمخالفون لا يدخلون الجنة أبدا ، وعلى أنه يجوز نكاح المخالفين وإنكاحهم ، ويكون التوارث بينهم وبين المؤمنين ، وعلى عدم دخول الأعمال في الإيمان ، وسيأتي الكلام في جميع ذلك في مظانها إنشاء الله تعالى ، وقبلية الإسلام بالنسبة إلى الإيمان إما ذاتي كتقدم الكلي على الجزئي والكل على الجزء ، أو المعنى أنه يمكن حصول الإسلام قبل الإيمان بالزمان وإن أمكن مقارنتهما ، والحاصل أن النسبة بينهما العموم والخصوص المطلق.
قوله عليهالسلام : تجري الكلام على الأثر ، أي على الأخبار المأثورة عن النبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم فتصيب الحق ، وقيل : على حيث ما يقتضي كلامك السابق ، فلا يختلف كلامك بل يتعاضد.
أقول : ويحتمل أن يكون المراد على أثر كلام الخصم ، أي جوابك مطابق للسؤال ، والأول أظهر.
« تريد الأثر » أي تريد أن تبني كلامك على الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا تعرفه ، لعدم التتبع في الأخبار ، أو عدم القدرة على الاستنباط « قياس » بالقياس