الحق مع الباطل وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل أنت والأحول قفازان حاذقان قال يونس فظننت والله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ثم قال يا هشام لا
______________________________________________________
منه من الخبر مع الباطل البعيد عنه ، ولو اكتفيت بالحق عن الباطل لأصبت ، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل.
ويحتمل وجهين آخرين « أحدهما » كون الضمير في قوله : أبعد ما يكون منه ، راجعا إلى الكلام ، والمعنى يتكلم والحال أن أقرب ما يكون من الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أبعد ما يكون من كلامك « وثانيهما » أن يكون راجعا إلى الخبر ، ويكون المعنى والحال أن أقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله أبعد ما يكون من الخبر عنه في كلامك وبحسب حملك وتنزيلك ، والأول أظهر ، وفي بعض النسخ أقرب ما تكون بلفظ الخطاب ، أي أقرب حالك التي تكون عليها من الخبر أبعد حالك عنها ، وحاصله أنه إذا أردت القرب من الخبر والموافقة له تقع في المخالفة والبعد عنه.
« قفازان » بالقاف والفاء المشددة والزاي من القفز وهو الوثوب ، أي وثابان من مقام إلى آخر غير ثابتين على أمر واحد ، وقيل : هو من القفيز وهو المكيال ، والمراد علم الميزان ، وفي بعض النسخ بالراء المهملة من القفر وهو المتابعة والاقتفاء وفي بعضها بتقديم الفاء على القاف من فقرت البئر أي حفرته ، والفقر أيضا : ثقب الخرز للنظم ومناسبتها ظاهرة « لا تكاد تقع » أي لا يقرب وقوعك على الأرض ومغلوبيتك « تلوى رجليك إذا هممت بالأرض » أي قصدت الوقوع على الأرض تنزلا لمماشاة الخصم ، أو قربت من الوقوع مجازا ، ولويت الحبل فتلته ، ولوى الرجل رأسه : أمال ، والحاصل أنك كلما قربت من الأرض وخفت الوقوع عليها لويت رجليك كما هو شأن الطير عند إرادة الطيران ، ثم طرت ولم تقع ، والغرض أنك لا تغلب من خصمك قط ، وإذا قرب أن يغلب إليك ويعجزك تجد مفرا حسنا فتغلب عليه.
والزلة هي ما وقع منه في زمن الكاظم صلوات الله عليه من مخالفته عليهالسلام حين