نسبة لهذه الأسماء الثلاثة وهذه الأسماء الثلاثة أركان وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة.
______________________________________________________
شرح هذا الخبر على ما في الكافي حيث قال :
الذي يخطر بالبال في تفسير هذا الخبر على الإجمال ، هو أن الاسم الأول كان اسما جامعا للدلالة على الذات والصفات ، ولما كان معرفة الذات محجوبة عن غيره تعالى ، جزء ذلك الاسم على أربعة أجزاء ، وجعل الاسم الدال على الذات محجوبا عن الخلق ، وهو الاسم الأعظم باعتبار ، والدال على المجموع اسم أعظم باعتبار آخر ، ويشبه أن يكون الجامع هو الله والدال على الذات فقط هو ، وتكون المحجوبية باعتبار عدم التعيين كما قيل : إن الاسم الأعظم داخل في جملة الأسماء المعروفة ولكنها غير معينة لنا ، ويمكن أن يكونا غيرهما والأسماء التي أظهرها الله للخلق على ثلاثة أقسام ، منها ما يدل على التقديس مثل العلي العظيم العزيز الجبار المتكبر ، ومنها ما يدل على علمه تعالى ، ومنها ما يدل على قدرته تعالى ، وانقسام كل واحد منها إلى أربعة أقسام بأن يكون التنزيه إما مطلقا أو للذات أو للصفات أو الأفعال ، ويكون ما يدل على العلم إما لمطلق العلم أو للعلم بالجزئيات كالسميع والبصير أو الظاهر أو الباطن ، وما يدل على القدرة إما للرحمة الظاهرة أو الباطنة أو الغضب ظاهرا أو باطنا ، أو ما يقرب من ذلك التقسيم ، والأسماء المفردة على ما ورد في القرآن والأخبار يقرب من ثلاثمائة وستين اسما ذكرها الكفعمي في مصباحه ، فعليك بجمعها والتدبر في ربط كل منها بركن من تلك الأركان. « انتهى كلامه رفع الله مقامه ».
أقول : وبعض الناظرين في هذا الخبر جعل الاثني عشر كناية عن البروج الفلكية والثلاثمائة وستين عن درجاتها ، ولعمري لقد تكلف بأبعد مما بين السماء والأرض ، ومنهم من جعل الاسم كناية عن مخلوقاته تعالى ، والاسم الأول الجامع عن أول مخلوقاته ، وبزعم القائل هو العقل ، وجعل ما بعد ذلك كناية عن كيفية تشعب