والمغي غير الغاية والغاية موصوفة وكل موصوف مصنوع وصانع الأشياء غير موصوف
______________________________________________________
الأول : أن تكون الغاية بمعنى الغرض والمقصود ، أي كلمة الجلالة مقصود من جعله مقصودا ، وذريعة من جعله ذريعة ، أي كل من كان له مطلب وعجز عن تحصيله بسعيه يتوسل إليه باسم الله ، والمغيى بالغين المعجمة والياء المثناة المفتوحة أي المتوسل إليه بتلك الغاية غير الغاية ، أو بالياء المكسورة أي الذي جعل لنا الغاية غاية هو غيرها ، وفي بعض النسخ والمعنى بالعين المهملة والنون ، أي المقصود بذلك التوسل ، أو المعنى المصطلح ، غير تلك الغاية التي هي الوسيلة إليه.
الثاني : أن يكون المراد بالغاية النهاية ، وبالله : الذات لا الاسم أي الرب تعالى غاية آمال الخلق يدعونه عند الشدائد بأسمائه العظام ، والمغيى بفتح الياء المشددة المسافة ذات الغاية ، والمراد هنا الأسماء فكأنها طرق ومسالك توصل الخلق إلى الله في حوائجهم ، والمعنى أن العقل يحكم بأن الوسيلة غير المقصود بالحاجة ، وهذا لا يلائمه قوله والغاية موصوفة إلا بتكلف تام.
الثالث : أن يكون المراد بالغاية العلامة وصحفت غاياه بغاياته ، وكذا في بعض النسخ أيضا ، أي علامة من علاماته ، والمعنى أي المقصود ، أو المغيى أي ذو العلامة غيرها.
الرابع : أن يكون المقصود أن الحق تعالى غاية أفكار من جعله غاية وتفكر فيه ، والمعنى المقصود أعني ذات الحق غير ما هو غاية أفكارهم ، ومصنوع عقولهم ، إذ غاية ما يصل إليه أفكارهم ويحصل في أذهانهم موصوف بالصفات الزائدة الإمكانية وكل موصوف كذلك مصنوع.
الخامس : ما صحفه بعض الأفاضل حيث قرأ : عانة من عاناه أي الاسم ملابس من لابسه ، قال في النهاية : معاناة الشيء ملابسته ومباشرته ، أو مهم من اهتم به من قولهم عنيت به فأنا عان ، أي اهتممت به واشتغلت أو أسير من أسره ، وفي النهاية العاني الأسير ، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو فهو عان ، أو محبوس من حبسه ، وفي النهاية وعنوا بالأصوات أي احبسوها ، والمعنى أي المقصود بالاسم غير