بحد مسمى لم يتكون فيعرف كينونيته بصنع غيره ولم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره لا يزل من فهم هذا الحكم أبدا وهو التوحيد الخالص فارعوه وصدقوه
______________________________________________________
العانة أي غير ما نتصوره ونعقله.
ثم اعلم أنه على بعض التقادير يمكن أن يقرأ والله بالكسر ، بأن يكون الواو للقسم.
قوله : غير موصوف بحد ، أي من الحدود الجسمانية أو الصفات الإمكانية ، أو الحدود العقلية ، وقوله : مسمى صفة لحد ، للتعميم كقوله تعالى « لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً » (١) ويحتمل أن يكون المراد أنه غير موصوف بالصفات التي هي مدلولات تلك الأسماء ، وقيل : هو خبر بعد خبر أو خبر مبتدإ محذوف.
قوله : لم يتكون فيعرف كينونته (٢) بصنع غيره ... قيل : المراد أنه لم يتكون فيكون محدثا بفعل غيره ، فتعرف كينونته وصفات حدوثه بصنع صانعه كما تعرف المعلولات بالعلل.
أقول : لعل المراد أنه غير مصنوع حتى يعرف بالمقايسة إلى مصنوع آخر ، كما يعرف المصنوعات بمقايسة بعضها إلى بعض ، فيكون الصنع بمعنى المصنوع وغيره صفة له ، أو أنه لا يعرف بحصول صورة هي مصنوعة لغيره ، إذ كل صورة ذهنية مصنوعة للمدرك ، معلولة له.
قوله : ولم يتناه ، أي هو تعالى في المعرفة أو عرفانه أو العارف في عرفانه إلى نهاية إلا كانت تلك النهاية غيره تعالى ومباينة له غير محمولة عليه.
قوله عليهالسلام : لا يزل ، في بعض النسخ بالذال ، أي ذل الجهل والضلال من فهم هذا الحكم وعرف سلب جميع ما يغايره عنه ، وعلم أن كلما يصل إليه أفهام الخلق فهو غيره تعالى.
__________________
(١) سورة الإنسان : ١.
(٢) كذا في النسخ ، وفي المتن « كينونيته ».