يُؤْمِنُونَ » إلى قوله « أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا » (١) قال فقال قد آتاكم الله كما آتاهم ثم تلا : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ » (٢) يعني إماما تأتمون به.
٤ ـ أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن علي بن أسباط والحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله تعالى : « فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا » (٣) فقال يا أبا خالد النور والله الأئمة عليهمالسلام يا أبا
______________________________________________________
تعالى « وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ » أي بأنه كلام الله « إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا » استئناف لبيان ما أوجب إيمانهم به « إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ » استئناف آخر للدلالة علي أن إيمانهم به ليس مما أحدثوا حينئذ بل تقادم عهده لما رأوا ذكره في الكتب المتقدمة « أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ » مرة على إيمانهم بكتابهم ، ومرة على إيمانهم بالقرآن « بِما صَبَرُوا » بصبرهم وثباتهم على الإيمانين ، أو على الإيمان بالقرآن قبل النزول وبعده ، أو على أذى المشركين وأذى من هاجرهم من أهل دينهم.
« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » قال الطبرسي (ره) : أي اعترفوا بتوحيد الله وصدقوا بموسى وعيسى « اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ » محمد صلىاللهعليهوآله عن ابن عباس ، وقيل : معناه يا أيها الذين آمنوا ظاهرا آمنوا باطنا « يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ » أي يعطكم نصيبين « مِنْ رَحْمَتِهِ » نصيبا لأيمانكم من تقدم من الأنبياء ، ونصيبا لأيمانكم بمحمد صلىاللهعليهوآله « وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ » أي هدى تهتدون به ، وقيل : النور القرآن ، انتهى.
وأقول : علي تأويله عليهالسلام لعل المراد آمنوا برسوله فيما أتى به من ولاية الأئمة عليهمالسلام ، وسيأتي تأويل الكفلين بالحسنين عليهماالسلام.
الحديث الرابع : ضعيف.
__________________
(١) سورة القصص : ٥٤.
(٢) سورة الحديد : ٢٨.
(٣) سورة التغابن : ٨.