خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها.
٥ ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل الهمداني قال قال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى : « اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ » (١) فاطمة عليهاالسلام « فِيها مِصْباحٌ » الحسن « الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ » الحسين
______________________________________________________
« ويغشاهم بها » أي بالظلمة.
الحديث الخامس : ضعيف بالسند الأول ، صحيح بالسند الثاني.
« اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » أي منورهما بنور الوجود والعلم والهداية ، والأنوار الظاهرة ، وقيل : أي ذو نور السماوات والأرض ، والنور الأئمة عليهمالسلام ، فهم نور السماوات حين كانوا محدقين بالعرش ، والأرض بعد ما أنزلوا صلب آدم « مَثَلُ نُورِهِ » أي صفة نور الله العجيبة الشأن « كَمِشْكاةٍ » أي مثل مشكاة وهي الكرة الغير النافذة التي يوضع فيها المصباح وقيل : المشكاة الأنبوبة (٢) في وسط القنديل ، والمصباح : الفتيلة المشتعلة « فِيها مِصْباحٌ » الحسن.
أقول : في تفسير علي بن إبراهيم هكذا « فِيها مِصْباحٌ » الحسن و « الْمِصْباحُ » الحسين « فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ » كان فاطمة كوكب « إلخ ».
فالمصباح المذكور في الآية ثانيا المراد به غير المذكور أولا وهو الحسين عليهالسلام ، ولعل فيه إشارة إلى وحدة نوريهما ، وشبهت فاطمة عليهاالسلام مرة بالمشكاة ومرة بالقنديل من الزجاجة ، ووجه التشبيه فيهما متحد وعند كونها عليهاالسلام ظرفا لنور الحسين عليهالسلام شبهت بالزجاجة ، لزيادة نوره باعتبار كون سائر الأئمة من ولده عليهالسلام ،
__________________
(١) سورة النور : ٣٥.
(٢) الأنبوبة : ما بين العقدتين من القصب أو الرمح ، ويستعار لكل أجوف مستدير كالقصب.