______________________________________________________
يتعين القول بما تقول الإمامية ، إذ لا قائل بين الأمة بتعدد المعصومين في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله مع خلو سائر الأزمنة عنهم ، مع قطع النظر عن بعد هذا الاحتمال عن اللفظ وسيأتي تمام القول في ذلك في أبواب النصوص على أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
والعجب من إمامهم الرازي كيف قارب ثم جانب وسدد ثم شدد وأقر ثم أنكر وأصر حيث قال في تفسير تلك الآية : أنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين فلا بد من وجود الصادقين لأن الكون مع الشيء مشروط بوجود ذلك الشيء فهذا يدل على أنه لا بد من وجود الصادقين في كل وقت ، وذلك يمنع من إطباق الكل على الباطل ، فوجب أن أطبقوا على شيء أن يكونوا محقين فهذا يدل على أن إجماع الأمة حجة.
فإن قيل : لم لا يجوز أن يقال المراد بقوله : كونوا مع الصادقين ، أي كونوا على طريقة الصادقين الصالحين كما أن الرجل إذا قال لولده كن مع الصالحين لا يفيد إلا ذلك ، سلمنا ذلك لكن نقول : إن هذا الأمر كان موجودا في زمان الرسول صلىاللهعليهوآله فقط وكان هذا أمرا بالكون مع الرسول فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة ، سلمنا ذلك لكن لم لا يجوز أن يكون ذلك الصادق هو المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما تقول الشيعة.
فالجواب عن الأول : أن قوله : كونوا مع الصادقين أمر بموافقة الصادقين ونهى عن مفارقتهم ، وذلك مشروط بوجود الصادقين ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، فدلت هذه الآية على وجود الصادقين ، وقوله : إنه محمول على أن يكونوا على طريقة الصادقين ، فنقول : إنه عدول عن الظاهر من غير دليل ، قوله : هذا الأمر مختص بزمان الرسول قلنا : هذا باطل لوجوه « الأول » أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد صلىاللهعليهوآله أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة على المكلفين إلى قيام