قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الذكر أنا والأئمة أهل الذكر وقوله عز وجل : « وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ » (١) قال أبو جعفر عليهالسلام نحن قومه ونحن المسئولون.
______________________________________________________
لأنهم كانوا يكذبون النبي صلىاللهعليهوآله لشدة عداوتهم « وثالثها » أن المراد به أهل القرآن ، لأن الذكر هو القرآن عن ابن زيد ، ويقرب منه ما رواه جابر ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : نحن أهل الذكر ، وقد سمى الله رسوله ذكرا في قوله : « ذِكْراً رَسُولاً » على أحد الوجهين ، انتهى.
وأقول : يظهر من الأخبار لكونهم عليهمالسلام أهل الذكر وجه آخر ، وهو أن الذكر القرآن وهم أهل القرآن كما يومي إليه آخر الخبر ، وروى الصفار في البصائر بأسانيد جمة عن الباقر عليهالسلام في تفسير هذه الآية أنه قال : الذكر القرآن ونحن أهله ، ونحن المسؤولون ، وهذا التفسير مما روته العامة أيضا.
روى الشهرستاني في تفسيره المسمى بمفاتيح الأسرار عن جعفر بن محمد عليهالسلام أن رجلا سأله فقال : من عندنا يقولون في قوله تعالى : « فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » أن الذكر هو التوراة وأهل الذكر هم علماء اليهود؟ فقال عليهالسلام : والله إذن يدعوننا إلى دينهم ، بل نحن والله أهل الذكر الذين أمر الله تعالى برد المسألة إلينا ، قال : وكذلك نقل عن علي عليهالسلام أنه قال : نحن أهل الذكر.
وروى السيد في الطرائف ، والعلامة في كشف الحق نقلا عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي من علماء الجمهور ، واستخرجه من التفاسير الاثني عشر عن ابن عباس في قوله تعالى : « فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ » قال : هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، والله ما سمي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، قالا : ورواه سفيان الثوري عن السدي عن الحارث.
« وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ » قال الطبرسي (ره) : أي وأن القرآن الذي أوحي
__________________
(١) سورة الزخرف : ٤٣.