حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره بل كان الله ولا خلق ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه وهي ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل والأسماء والصفات مخلوقات والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ
______________________________________________________
والصفات بأنها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه ، « وهي ذكره » بالضمير أي يذكر بها ، والمذكور بالذكر قديم ، والذكر حادث ، ومنهم من قرأ بالتاء قال الجوهري : الذكر والذكرى نقيض النسيان ، وكذلك الذكرة.
قوله عليهالسلام : والأسماء والصفات مخلوقات ، أقول : ههنا اختلفت نسخ الحديث ففي توحيد الصدوق مخلوقات المعاني ، أي معانيها اللغوية ومفهوماتها الكلية مخلوقة وفي احتجاج الطبرسي ليس لفظ المعاني أصلا ، وفي الكتاب والمعاني بالعطف ، فالمراد إما مصداق مدلولاتها ، ويكون قوله والمعنى بها عطف تفسير له ، أو هي معطوفة على الأسماء ، أي والمعاني وهي حقائق مفهومات الصفات مخلوقة ، أو المراد بالأسماء الألفاظ وبالصفات ما وضع أسماؤها له ، وقوله : مخلوقات والمعاني خبران للأسماء والصفات ، أي الأسماء مخلوقات والصفات هي المعاني والمعنى بها هو الله أي المقصود بها المذكور بالذكر ، ومصداق تلك المعاني المطلوب بها هو ذات الله تعالى ، والمراد بالاختلاف تكثر الأفراد أو تكثر الصفات ، أو الأحوال المتغيرة أو اختلاف الأجزاء وتباينها بحسب الحقيقة ، أو الانفكاك والتحلل وبالائتلاف التركب من الأجزاء أو اتفاق الأجزاء في الحقيقة ، وحاصل الكلام أن ذات الله سبحانه ليس بمؤتلف ولا مختلف لأنه واحد حقيقي ، وكل ما يكون واحدا حقيقيا لا يكون مؤتلفا ولا مختلفا ، أما أنه واحد حقيقي فلقدمه ، ووجوب وجوده لذاته.
وأما أن الواحد لا يصح عليه الائتلاف والاختلاف ، لأن كل متجزء أو متوهم بالقلة والكثرة مخلوق ، ولا شيء من المخلوق بواحد حقيقي لمغايرة الوجود والمهية وللتحلل إلى المهية والتشخص ، فلا شيء من الواحد بمتجزي ولا شيء من