أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة.
٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد رفعه في قول الله عز وجل : « فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ » :
______________________________________________________
أقبح التبديل ، واختلف في المعنى بالآية فروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام وابن عباس وابن جبير وغيرهم أن المراد بهم كفار قريش كذبوا نبيهم ، ونصبوا له الحرب والعداوة ، وسأل رجل أمير المؤمنين عليهالسلام عن هذه الآية؟ فقال : هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر « وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ » أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر ، وقيل : أنزلوهم دار الهلاك أي النار بدعائهم إلى الكفر ، وقال الزمخشري : أي بدلوا نعمة الله كفرا لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفرا ، أو أنهم بدلوا نفس النعمة كفرا ، على أنهم لما كفروها سلبوها فبقوا مسلوب النعمة موصوفين بالكفر ، ثم ذكر حديث الأفجرين عن عمر كما مر ، وقال « جَهَنَّمَ » عطف بيان لدار البوار ، انتهى.
أقول : فيمكن حمل الأخبار على أن نعمة الله أهل البيت عليهمالسلام ، والإقرار بولايتهم شكر تلك النعمة ، فبدلوا هذا الشكر بالكفران وإنكار الولاية ، أو بدلوا النعمة بالكفر أي بقوم هم أصول الكفر وهم أعداء أهل البيت ، فتركوا ولايتهم ، وقالوا بولاية أعدائهم.
الحديث الثاني : ضعيف.
« فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ » فإن قيل : الآيات السابقة على تلك الآية مشتملة على نعم مخصوصة ليس فيها ذكر النبي والوصي ، فكيف تحمل هذه الآية عليهما.
قلت : ذكر بعض النعم لا ينافي شمول الآلاء جميع النعم التي أعظمها النبي والوصي ، مع أنه قد ورد في الآيات السابقة بحسب بطونها بهم عليهمالسلام أيضا كما روي