وهذا ملاحها قال فحججت من قابل ومعي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبد الله عليهالسلام وألف إليه فلما دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام قال يا فيض عدلته بي قلت إنما فعلت ذلك لقولك فقال أما والله ما أنا فعلت ذلك بل الله عز وجل فعله به.
______________________________________________________
وحمدنا مكانه لإدخال الأذى فيمن نحبه ونقربه ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوة ، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ، ويحمدون كل من عيبناه نحن وإن نحمد أمره فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا ، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا ، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ، وتكون بذلك منا دافع شرهم [ منك ] يقول الله عز وجل : « أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً » (١) هذا التنزيل من عند الله صالحة ، لا والله ما عابها إلا لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه ، ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ والحمد لله ، فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلى وأحب أصحاب أبي عليهالسلام إلى حيا وميتا فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر ، وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا فيغصبها وأهلها فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ، إلى آخر الخبر.
وما أشبه التمثيل في الخبرين وما أقربهما فتدبر.
« عدلته بي » استفهام على المدح والتقرير ، أي جعلته معادلي حيث سويت بيني وبينه في الهدية.
__________________
(١) سورة الكهف : ٧٩.