يحيى بن النعمان الصيرفي قال سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليهالسلام فقال له الحسن إي والله جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته فقال علي بن جعفر إي والله ونحن عمومته بغينا عليه فقال له الحسن جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم قال قال له إخوته ونحن أيضا ما كان فينا إمام قط حائل اللون فقال لهم الرضا عليهالسلام هو ابني قالوا فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قضى بالقافة فبيننا وبينك.
______________________________________________________
« ونحن عمومته » لعله رضياللهعنه أدخل نفسه لأنه كان بينهم لا أنه كان شريكا في هذا القول « فإني لم أحضركم » لأن البغي الذي كان الحسن يقوله هو بغي إخوته عليه في دعوى الميراث كما مر وهذا شيء آخر ، والحائل : المتغير إشارة إلى سمرته عليهالسلام ، والقافة جمع القائف وهو الذي يتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه ويحكم بالنسب.
والقيافة غير معتبرة في الشريعة وجوز أكثر الأصحاب العمل بها لرد الباطل مستدلين بهذه القصة وقصة أسامة بن زيد وهي ما رواه مسلم في صحيحه بإسناده عن عائشة قالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل علي مسرورا تبرق أسارير (١) وجهه فقال : ألم تر أن مجززا نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال : إن بعض هذه الأقدام لمن بعض وفي رواية أخرى قال : يا عائشة ألم تر أن مجززا المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت إقدامهما ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض قال عياض : المجزز بفتح الجيم وكسر الزاي الأولى ، سمي بذلك لأنه إذا أخذ أسيرا جز ناصيته ، وقيل : [ حلق ] لحيته ، وكان من بني مدلج وكانت القافة فيهم وفي بني أسد ، وقال الآبي : كانت علوم العرب ثلاثة : الشيافة ، والعيافة والقيافة ، فالشيافة شم تراب الأرض ليعلم بها الاستقامة على الطريق والخروج عنها ، والعيافة زجر الطير والطيرة والتفؤل ونحوه ، والقيافة اعتبار الشبه
__________________
(١) الأسارير : محاسن الوجه ، وسيأتى معنى المجزز وترجمته في كلام الشارح (ره).