جعفر عليهالسلام قال سألته هل سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الأطفال فقال قد سئل فقال الله أعلم بما كانوا عاملين.
ثم قال يا زرارة هل تدري قوله الله أعلم بما كانوا عاملين قلت لا قال لله فيهم المشيئة إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي صلىاللهعليهوآله وهو لا يعقل والأصم والأبكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل وكل واحد منهم يحتج
______________________________________________________
يدخلون الجنة ، وذهب المتكلمون منا إلى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الأعراف ، وذهب أكثر المحدثين منا إلى ما دلت عليه الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيمة بدخول النار المؤججة لهم.
قال المحقق : الطوسي ( قدس الله سره ) في التجريد وتعذيب غير المكلف قبيح ، وكلام نوح عليهالسلام مجاز والخدمة ليست عقوبة له والتبعية في بعض الأحكام جائزة.
وقال العلامة : رفع الله مقامه في شرحه ذهب بعض الحشوية إلى أن الله تعالى يعذب أطفال المشركين ، ويلزم الأشاعرة تجويزه ، والعدلية كافة على منعه. والدليل عليه أنه قبيح عقلا فلا يصدر منه تعالى.
احتجوا بوجوه الأول : قول نوح عليهالسلام ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا (١).
والجواب أنه مجاز والتقدير أنهم يصيرون كذلك لا حال طفوليتهم.
الثاني : قالوا إنا نستخدمه لأجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما وعقوبة فلا يكون قبيحا.
والجواب أن الخدمة ليست عقوبة للطفل وليس كل ألم عقوبة ، فإن الفصد
__________________
(١) سورة النوح : ٢٧.